الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

كلمة افتتاحية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا بكم أعزائي الذين قد يكترثون لقراءة ما تحويه مدونتي. ربما ليس من المهم أن أجيب عن سبب إنشاء مدونة خاصة بي لكن المهم هو لماذا جعلت عنوانها الالكتروني "الاجتهاد"؟. الاجتهاد معناه بذل الوسع وعند فقهاء الشريعة له شروط خاصة من تحققت فيه فهو المجتهد وهم يقسمون المجتهدين إلى طبقات وكثير منهم يقسم الاجتهاد إلى كلي وجزئي ولهم خلاف مشهور في الشروط الواجب توافرها في المجتهد ما بين مضيق وموسع. لكني لم أرد هذا المعنى الخاص وإنما أردت الاجتهاد بمعناه الأوسع الشامل للفقهي وهذا المعنى الواسع  يسمح أيضا لسائر الناس بالمشاركة في صنع النهضة الحضارية اللائقة بنا في عصر تعقدت منظوماته المختلفة في السياسة والاقتصاد وغيرها من المجالات وبتنا محتاجين أن نجتهد اجتهادا مبتدأ لعصرنا. نعم عند المجتهد تجتمع جميع الطرق وتصب هذه الجهود في شخص مجموعة من المجتهدين الذين يمكن أن نقول بشيء من التحفظ أن المقابل لهم لدى الغرب الفلاسفة الذين سرت أفكارهم بين عقول الجماهير فكان ما كان مما نشاهده لديهم من رقي في بعض المجالات
والسر في تحفظي السابق: هل المجتهد هو الذي يؤثر في العقل الجمعي  بشكل ملموس أم أنه العارف بالله، لكن الحديث عن العارفين حديث وعر، بعضه حديث مادي وجله عرفاني. أما المجتهد فشروطه مادية دائرة في فلك المعقول. والذي نجد أنفسنا مضطرين إلى التصديق به هو ضرورة أن يجتهد الكل في بذل الوسع متحررين من القيود المفروضة على العقل التي ليست إلا تكرارا لمقولات الآباء وهي مقولات قد تكون صحيحة مطلقا وقد تكون صحتها مقيدة بزمانهم وقد تكون غير صحيحة حتى في زمانهم. فالذي نرمي إليه هو التفكير الحر الذي لا ينصاع إلا للحجة والبرهان يحترم الاجتهاد السابق ولا يمانع من الأخذ ببعض مقولاته إن كانت لا تزال صالحة لكنه يقدم في نفس الوقت اجتهاده الآني ويقدم مشروعه الحضاري الذي تأخر. ليس معنى كلامنا أنه لا توجد جهود فردية في هذا الشأن بل هذه المدونة ما هي إلا محاولة تضم إلى سائر المحاولات التي هي في النهاية ممهدات لذلك المشروع.  لم نجد أرحب من الشبكة الالكترونية نكتب فيها من غير رقابة الجهلاء الذين اعتلوا معظم مؤسساتنا في عالمنا الإسلامي ثم الشبكة لا نحتاج فيها إلى وساطة أحد لنشر مقال وأنا رجل لم يعتد دق الأبواب وإنما أنا واحد من خلق الله الكثيرين الذين أحسوا أن لديهم نفس الهموم ونفس المشكلات ونفس التطلعات ويرغبون في مستقبل أفضل لهذه البلاد فلم يكن هناك فكاك من أن يتواصل هؤلاء وأن يتبادلوا الأفكار ويصحح بعضهم لبعض دون قيود ودون استطالة وتعالم وهي أمراض سيطرت على كثرة من الفاسدين عديمي الموهبة الذين امتلأت بهم مؤسسات العالم الإسلامي والذين لا يزالون يخاطبون الجماهير خطابا فوقيا مستعليا يحتقر ذكاءهم واطلاعهم ولسان حاله لقد قرأت لكم وفهمت لكم وما عليكم إلا أن تسمعوا وتطيعوا (ليست هذه الأمراض قاصرة على مجال دون آخر ولكنها سارية  في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية...إلخ). ولعل بعضًا يظن أن ما ننكره في الفقرة الأخيرة يتناقض مع ما يفهم من كلامنا في أول المقال من أن النخبة هي التي تحرك الناس وتؤثر في العقل الجمعي بشكل ملموس. وليس بين الكلامين تناقض لأنا أولا لا نسلم أن رؤوس المؤسسات من النخبة أصلا وإنما جاءت بهم الحكومات القمعية المتصالحة مع أعداء الأمة لضمان بقائهم في الكراسي والأمر الثاني أن النخبة لا يكونون كذلك إلا بفضل أفكارهم التي تجعل الناس يقدمونهم وينصاعون لهم طواعية فلا تكتسب الفكرة قبولا إلا بسبب جودتها وقدرتها على الإجابة عن الأسئلة.
ترى هل أحظى بتعليق قبل البدء؟؟؟؟


هناك 15 تعليقًا:

  1. لا أبالغ إن قلت إن ظهور المدونات الوسطية، أي تلك التي تنطلق من منطلقات الفكر الإسلامي الوسطي خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، وأن التمايز بينها سيكون وسيلة لدعم الفكر الوسطي. وما بثته يا دكتور محمد هو نفثة مصدور وهو يذكرني ببيت شعر للشاعر الآيرلندي المشهور ييتس (ت 1939)وهو يتنبأ بدورة حضارية مظلمة تبعا لميتافيزيقاه التي عفا عليها الزمن:
    يفتقد الأماثل كلَّ اليقين
    بينا الأراذلُ في عزمهم صارمون.

    ولنبدأ بالنقر في الحجر حتى نصنع فيه ندبة وتجويفا فإن لم نستطع أن نضربه بعصانا فينفجر ماءً فلننحت فيه بأظافرنا.

    ردحذف
  2. على بركة الله .. فعليه قصد السبيل

    ردحذف
  3. اكتب يا سيدنا فمثلك تتعلق القلوب والأبصار به في المستجدات

    ردحذف
  4. منذ فترة أفكر في معنى الرموز والنخب التي يتكلم عنهم أصحاب المباخر والمصالح في أغلب المجالات، ويصدعنا به الإعلام، فهل الرموز والنخب هم المعينون في المناصب من السلطات الحاكمة؟ وكان يظهر لي علماء أجلاء ومثقفون وعظماء في كل المجالات لم يتولوا منصبا واحدا في حياتهم، العلامة محمود شاكر، الشيخ الغزالي، د/ عبد الحميد غزالي علامة الاقتصاد الإسلامي، الشيخ الشعراوي، د/ جلال أمين، العلامة القرضاوي، وغيرهم كثير.
    ولما المفتي الحالي قال في خطبة الجمعة السابقة "ذهبت النخبة وبقيت الحثالة" لم أفهم من يقصد بالنخبة والحثالة، لكن لما مات الشيخ عماد يومها فهمت، ويا رب يفهم.

    ردحذف
  5. يا د محمد بعد موت الشيخ عماد رفيقك في قول الحق صرت وحدك تصدع بالحق في وجه غوغائية المتعالمين والمدعين، وفقك الله وأعانك وجعلك خلفا لخير سلف من الصحابة والعلماء.

    ردحذف
  6. السلام عليكم ورحمة الله
    أسأل الله أن يوفقنا لما يرضيه
    د محمد أرجو أن ثطلعنا على رأيكم في ما طرحتم أعلاه "هل المجتهد هو الذي يؤثر في العقل الجمعي بشكل ملموس أم أنه العارف بالله"

    ردحذف
  7. أنت الجماعة ولو كنت وحدك فامض بخير على بركة الله فنحن محتاجون إلى قبس من علمك يضيء لنا أهدافنا ونأنس به في ظلمات الفتن .

    ردحذف
  8. ضع لنا رابط موقعك على facebook

    ردحذف
  9. اختيار موفق و جاذب ومبشر لعنوان البلوج ..فهو عين ما نحتاجه فى جميع مجالات حياتنا . أن نفكر و نجتهد و نجدد حياتنا وديننا و إيماننا .. وقد ذكرت لك إن لى موقع بعنوان " فَكَر " .. لإن آفة حياتنا فى المسلمات و التقليد على مذهب " مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا ". و لقد وضعت يدك على أصل الآفة بقولك [ الفاسدين عديمي الموهبة الذين امتلأت بهم مؤسسات العالم الإسلامي وإنما جاءت بهم الحكومات القمعية المتصالحة مع أعداء الأمة لضمان بقائهم في الكراسي] .. ولقد كتبيت من قبل بالأهرام إننا فى (عصر الرويبضة)عديم العلم والفهم الذى يتكلم فى أمور العامةالذى بشر به المصطفى صلى الله عليه وسلم بإنه من علامات الساعة ! و أسمح لى ان نبدأ المناقشة .. فلى تعليق بسيط على جملة [ : هل المجتهد هو الذي يؤثر في العقل الجمعي بشكل ملموس أم أنه العارف بالله] ؟ .. ففى أعتقادى ان المعرفة بالله تختلف عن الإجتهاد الفكرى .. فلا شك ان المعرفة بالله تورث العلم من باب" اتقوا الله ويعلمكم الله " .. لكن يكون الجهد و الإجتهاد فيها أكثر فى العبادة والتقوى حيث ترد الواردات وهو يختلف عن إعمال العقل الخالص.. ويحضرنى هنا مثل الفرق بين العارف بالله سيدى محيى الدين بن عربى وبين العالم المجتهدإبن رشد فمصدر علم كل منهما مختلف .. ويكون فى اعتقادى العلم الوهبى للعارف يقينيا بينما العلم الكسبى للعالم المجتهد ظنيا .
    أما جزئية [ هل المجتهد هو الذي يؤثر في العقل الجمعي بشكل ملموس ]؟ .. فأعتقد والله أعلم إن التأثير فى العقل الجمعى ليس المعيار الوحيد لأن العقل الجمعى تتنازعه موروثات ومعلومات شتى قد يأخذ وقت من الزمن حتى يستطيع استيعاب الفكرة الجديدة وفى تصورى يعتبر معيار افضل ما طرحتموه فى قولكم [ فلا تكتسب الفكرة قبولا إلا بسبب جودتها وقدرتها على الإجابة عن الأسئلة] ..فإذا أستطاع الإجتهاد إقناع العقل مستندا على الحجة والبرهان و الدليل القطعى بحيث لايوجد ما يدحضه ويكون قادر على حل مشاكل آنية فيكون بإذن الله الأجتهاد الذى يستحق عليه الأجر إن أخطأ و أجرين إن أصاب . والله أعلم

    ردحذف
  10. جهد مشكور وسعي مبرور نفع الله به إن شاء الله

    ردحذف
  11. تكملة .. سقطت هذه الجزئية من التعليق السابق .. أعتقد ان العارف أكثر تأثيرا فى العقل الجمعى من المجتهد العادى حيث يكون العارف مؤيدا من الله تعالى و إذا تكلم فهو مكلف ويكون لكلامه قبولا - بتأييد الله تعالى - حيث يعتبر من ورثة الأنبياء.
    توضيح : ارجو توضيح ان رأييى هذا ليس إجابة عن سؤال الأستاذ محمد ذكريا الموجه إلى صاحب البلوج الأستاذ الفاضل الدكتور محمد السيد . ولكنه تعليق على الطرح الأستفهامى للدكتور محمد السيد نفسه الذى جاء بالأفتتاحية التى طلب من الأعضاء التعليق عليها. ونحن فى انتظار رأيه لنستزيد منه .

    ردحذف
  12. اخي الحبيب الدكتور محمد مقال جيد ورائع لكن، كثرت تلك الدعاوى التي تحدثنا عن الاجتهاد والدعوة إليه والحديث عن القضايا التي نحن بامس الحاجة إلي اجتهاد جديد بالنسبة إليها ، لكن انا بحاجة إلى وقفة في قولك ( والذي نجد أنفسنا مضطرين إلى التصديق به هو ضرورة أن يجتهد الكل في بذل الوسع متحررين من القيود المفروضة على العقل التي ليست إلا تكرارا لمقولات الآباء) فهذا قول مجمل يحتاج إلى تفصيل قد يكون دونه مفاصلة في الرأي بالموافقة أو المخالفة ، هل هذا القول منك يعني أن لك وقفة في آليات وشروط الاجتهاد التي وضعها الآباء لممارسة عملية الاجتهاد، وهل هذه الوقفة تعني رفضها أو تعديلها بما يتانسب مع واقع الأمية العلمية التي نحياه في عصرنا هذا؟ ومن هم المعنيون في قولك (الكل) أنا لا أمانع أن تكون لنا وقفة ما نقد أو رفض لما هو قديم، لكن لا تتركنا في الفراغ كما تركنا كل الذين كتبوا في هذا الموضوع تحثنا على الاجتهاد أو تحث الجميع على الاجتهاد وتنتقد انكبابنا على موروث الأسلاف والآباء دون أن تقدم لنا آلية واضحة لاطراح ذاك وقبول هذا، إذ ليس في مقدوري أن أنخلع أو أتحرر منه حتى لو كان العصر والزمان قد تجاوزه أو تجاوز معظمه إلا ببينة ودليل أو بلفظة أدق بديل، وهذا ما عناه شيخي وشيخك الدكتور علي جمعة حفظه الله تعالى بقوله إن معظم الذي تكلموا في قضية التجديد قد تكلموا عنه ولم يتكلموا فيه. الخلاصة أن جدي لو ترك لي قطعة قديمة من الأثاث المتين العتيق وأصبحت هذه القطعة تضيق بها أذواق هذا الزمان فليس من العقل أن أتركها لأنام على البلاط. وعندما نتكلم عن الآليات قبل القضايا نفسها أو نتكلم عن القانون الكلي الذي تريد أن تردنا إليه عند الاجتهاد ساعتها ستتضح لنا معالم المشروع الفكري الاجتهادي فنقبله أو نرفضه، طبعا أنا لست أرفض هذه الدعوى لكنني في الحقيقة لست قابلا لها لأنها بالنسبة لي حتى الآن ليست واضحة المعالم وظني أنها مقدمة ستتلوها مقدمات وتراكمات من الأفكار والأبحاث التي تبلور الفكرة وتظهرها. كما أنك طويت الكلام طيا عن تأثير العارف بالله تعالى في العقل الجمعي، وفي نظري أن السؤال يحتاج إلى تعديل لأن ظاهر السؤال هو ان أحدهما يؤثر والاخر لا يؤثر ، ولا أظنك تريد هذا المعنى والله أعلم ، ولعل السؤال الذي يجب أن يطرح أيهما أشد تأثيرا في العقل الجمعي العارف بالله أم المجتهد؟ فكلاهما مؤثر حتما، ولكن درجة التأثير تختلف. ولست أشك من ناحية حسي الصوفي الوجداني أن العارف الكامل والمرشد الحقيقي هو المؤثر الفاعل في العقل الجمعي بما في ذلك أهل الاجتهاد حيث كانوا منقادين لكُمل الأولياء والعارفين مثل ما حدث بين سيدي أبي الحسن الشاذلي وسيدي العز بن عبد السلام، وأيضا ما حدث بين سيدي علي الخواص وسيدي عبد الوهاب الشعراني من تسليم أهل الاجتهاد لأهل العرفان والانقياد لهم وهناك ظواهر كثير في التاريخ توقفنا على كثير من المواقف التي تفاعل فيها الطرفان سلبا أو إيجابا. أرجو ألا يعتبر هذا نقدا للمقال بقدر ما يعتبر استيضاحا لبعض الأفكار الواردة فيه من فضيلة شيخنا الدكتور محمد السيد حفظه الله فهو بحق علامة فارقة في الحياة العلمية المعاصرة لو قدر له توفر الإمكانات اللائقة بمثله حفظه لله ورعاه. أختم مقالي بتوجيه النصح للأخ الفاضل الذي قال : يا د محمد بعد موت الشيخ عماد رفيقك في قول الحق صرت وحدك تصدع بالحق في وجه غوغائية المتعالمين والمدعين، أقول له يا أخي الكريم: النبي صلى الله عليه وسلم يقول الخير في وفي أمتي إلى قيام الساعة فكيف تحصر قول الحق في رجل أو اثنين، كما أن منهج الشيخ عماد رحمه الله لا يتفق مع منهج الدكتور محمد السيد في قضية قول الحق كلاهما ذو رؤية مختلفة غاية الاختلاف وليس هذا مكان ووقت للكلام في هذا الموضوع لأنه شائك، ولكن لا الشيخ عماد وحده ولا الدكتور محمد وحده هما القائلين بالحق حصرا فأهل الحق كثر والحمد لله إذا ما فهمنا أن دائرة العالم أوسع مما تحت أقدامنا وأن هناك دنيا أخرى غير دار الإفتاء والأزهر وتلك البوتقة الضيقة التي نظن أن صلاح العالم بصلاحها وفساده بفسادها هكذا يراها المحبون المغالون وهكذا يراها المبغضون المغالون رزقنا الله العدل والقسط في سائر أمورنا.

    ردحذف
  13. 1-مولانا الشيخ أشرف مرحبا بك في مدونة أخيك الفقير الضعيف.
    2- بالنسبة لقضية الاجتهاد التي استوقفت فضيلتك فسيأتي الكلام عنها وقد دار كلامنا عن هذا كثيرا في حوارات سابقة معك فمن ذلك على سبيل المثال النظام الاقتصادي الذي كان يعالجه الفقه الإسلامي كان نظاما بسيطا لا تعقيد فيه بخلاف عالمنا اليوم كما لا يخفى عليكم وكذا يقال في السياسة ونحن نرى جنايات كثير من الناس على الدين متنوعة فمنهم من أقصى الدين بالكلية ومنهم من نصب نفسه لاجتهاد معاصر وليس هو من اهل الاجتهاد ومنهم من عزل نفسه في قضايا الماضي وتجاوزه المجتمع وقلة قليلة جدا هي التي حاولت أن تتفاعل مع العصر لكن بعد امتلاكها أهلية التفاعل كما صنعه العلامة محمد بخيت المطيعي وأنا أمثل لك فقط وإلا فلنا في هذه المسائل كلام طويل سنحاول طرحه في المقالات المقبلة إن شاء الله. أما مقصودنا بالكل فنعني به الكل فعلا لكن لا على معنى أن يجتهد الكل الاجتهاد الفقهي بل على المعنى اللغوي للاجتهاد وهو بذل الوسع وهو ما صدرت به كلمتي لأننا مع تعقد العصر صرنا في حاجة إلى اجتهاد الكل وأن نعمل بروح الفريق.
    3_ أما عن قضية التأثير الملموس كما هو مزبور في المقال وليس مطلق التأثير فخلاصته أني أرى -كما بينا في المقالة التالية وأرجوك أن تقرأ ها فيها-أن المجتهد يؤثر في العقل الجمعي بشرط الاتصال بالناس حتى تسري أفكاره أما العارف بالله فيؤثر من غير حاجة إلى شرط الاتصال هذا، أعني وجود الوسائط لأن همته سابقة قد تجاوزت الأسباب المعروفة. ولقائل أن يقول تأثير المجتهد في الحقيقة موقوف على تأثير العارف والولي وسائر المنظومة العرفانية التي لا يدركها إلا أهل الله فهم الذين تتنزل بهم الرحمات ويستجلب بهم النصر وبهم تتهيأ العقول لقبول كلام المجتهدين ولا تحوجنا إلى مزيد من الخوض في الكلام عن العارفين لأن الكلام خارج عما أردت الكلام فيه؛ ولأن كلامنا فيه قد يكون غريبا على بعض الناس فينصرفون عما قد يحصل لبعضهم من نفع من مشاركتنا حوارتنا وما فيها من تبادل الأفكار. والله الهادي إلى سواء السبيل

    ردحذف
  14. السلام عليكم يا شيخ، أنا أتابع دروسك في شرح المحلي على الورقات وأريد أن أعرف: هل سيتم رفع بقية الدروس أحسن الله إليكم؟

    ردحذف